الفقمة الراهب المتوسطية تترك أثراً جميلاً خلال جولتها بالمياه والشواطئ البحرية بالقطاع

يبدو أن الفقمة الراهب المتوسطية (Monachus monachus Hermann 1779) التي عاشت في المياه البحرية والشواطئ في قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام قد انتقلت جنوبًا إلى مصر.

يقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح نظمي عبد ربه، الذي يدرس العلوم البيئية والبحرية في الجامعة الإسلامية بغزة، إن المؤشرات التي وصلت إليه توحي بأن هذه الحوتة هي نفس الحوتة “يوليا” التي زارت يافا وشواطئ وسط فلسطين.

ويقول إنها بشكل عام وجدت في السواحل الفلسطينية لمدة تقارب الثلاثة أسابيع من الشمال إلى الجنوب، وأصبحت محل اهتمام وثراء للصحافة الفلسطينية والإسرائيلية.

أكد عبد ربه أن الحيوان الثدي الجميل الذي يخص فصيلة ريشيات الأقدام والتي تندرج تحت رتبة آكلات اللحوم قد قضى فترة راحة وترك موطنه بسلام في رحلة محتمل أن تمتد من تركيا وتمر بسوريا ولبنان وفلسطين ووصل الآن إلى مصر، وقد يكون في طريقه إلى دول شمال إفريقيا الأخرى.

قال أحد أساتذة العلوم البيئية والبحرية في الجامعة الإسلامية بغزة، إن الحيوان أُعْوِيَ بالطريقة الملائمة، نظرًا لتوصيات الجهات البيئية المختصة في هذه الدول للحفاظ عليه، نظرًا لندرته وتعرضه لخطر الانقراض المهدد.

وقال إنه غير معروف ما إذا كان سيتم تكرار مشهد الفقمة في المستقبل، ولكن العديد من الأشخاص شاهدوا الفقمة على الأرض أو على وسائل الإعلام أو سمعوا عنها، وأصبح لديهم المعرفة والثقافة حول فقمات الراهب المتوسطة وما يعنيه مصطلح الانقراض الذي يهددها في جميع أنحاء العالم، حيث يوجد أقل من 700 فردًا من هذا الحيوان على مستوى العالم وفقًا لتقارير علمية.

أكد عبد ربه أن مياه البحر التي تحيط بقطاع غزة، الذي يمثل نسبة 1.5% من مساحة فلسطين، تشهد في الوقت الحالي حدوث كائنات بحرية ضخمة ومهددة بالانقراض، وهذا يستدعي الدراسة العلمية والتوثيق لها.

يقول الشخص إنه قدم دراسات بحثية حول تحرك بعض الكائنات البحرية خلال السنوات السابقة. وكان قد أرسل بحثين عن الفقمة الراهب المتوسطية ومرورها بسواحل فلسطين للنشر العلمي قبل بضعة أيام، ويأمل أن يتم نشرهما قريباً بإذن الله.

وصرح بأنه يعتقد أن السواحل الفلسطينية، وخاصةً قطاع غزة، ستشهد عمل مهم في مجال العلوم البحرية والحفاظ على البيئة البحرية والمخلوقات الحيوانية في المستقبل القريب. كما عبر عن أمله بالعمل مع الآخرين لتحمل الخطة الوطنية باسم فلسطين وأن يتم القيام بالمسؤولية المطلوبة.